قاديشا الوادي المقدس
منذ القرون المسيحية الأولى كان وادي قاديشا المقدس ملجأ النساك والبطاركة، على أقدام بشري التي تتوج جبينها غابة الأرز.
يضم وادي قاديشا العميق أدياراً دهرية محفورة في الصخور، محاطةً بإطار طبيعي يجمع هيبة الطبيعة إلى هدر الشلالات، وسكينة المكان إلى عبق البخور، فيشعر الزائر بمناخ القداسة في كل زاوية من المكان المهيب. ويتميز الوادي بكثرة المناسك فيه والمغاور الطبيعية، والأديار التي يكاد لا يصلها إلا الطير، فتبدو معلقة على الصخور. وهي ضمت عبر العصور رهباناً هربوا من الملاحقات، ولم يبق منها اليوم إلا جدرانيات محفورة، وأجساد محنطة، ومطبعة قديمة ترقى إلى سنة ١٨٧١ في دير قزحيا، تذكر بأن أول كتاب بالحرف السرياني في الشرق الأوسط ولد في هذا الوادي المقدس.
ونظراً لأهمية هذا المعلم، اختارته منظمة الأونسكو على لائحة التراث العالمي.